هل التطعيم يساعد الأطفال ضد البرد؟

هل التطعيم يساعد الأطفال ضد البرد؟

يعتبر البرد من الأمراض الفيروسية الشائعة التي تصيب الأطفال، وتسبب لهم أعراضًا مزعجة مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق. يتساءل الكثير من الآباء عما إذا كان التطعيم يمكن أن يساعد في حماية أطفالهم من الإصابة بالبرد. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل العلاقة بين التطعيم والبرد، وهل يمكن للتطعيم أن يقي الأطفال من الإصابة بهذا المرض الشائع.

هل التطعيم يساعد الأطفال ضد البرد.
هل التطعيم يساعد الأطفال ضد البرد.


يعد البرد من الأمراض الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتتسبب في أعراض مزعجة للأطفال مثل سيلان الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، والحمى. ينتشر البرد بسهولة بين الأطفال، خاصة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس ورياض الأطفال. يلجأ الكثير من الآباء إلى التطعيم كطريقة وقائية لحماية أطفالهم من الأمراض، ولكن هل يمكن للتطعيم أن يحمي الأطفال من البرد؟ وما هي أنواع التطعيمات التي يمكن أن تساعد في هذا الصدد؟ في هذا المقال، سنجيب على هذه الأسئلة بالتفصيل، ونوضح العلاقة بين التطعيم والبرد.

ما هو البرد وما هي أسبابه؟

البرد هو عدوى فيروسية شائعة تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتسبب أعراضًا مزعجة مثل سيلان الأنف، والعطس، والتهاب الحلق، والسعال. هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات التي يمكن أن تسبب البرد، وأكثرها شيوعًا هي الفيروسات الأنفية. ينتشر البرد بسهولة من خلال الرذاذ المتطاير في الهواء أثناء العطس أو السعال، أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم.
  1. الفيروسات الأنفية: تعتبر الفيروسات الأنفية من أكثر الفيروسات المسببة للبرد شيوعًا، وتنتشر بسهولة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس ورياض الأطفال.
  2. فيروسات كورونا: يمكن لبعض أنواع فيروسات كورونا أن تسبب أعراضًا تشبه أعراض البرد، ولكنها ليست بنفس خطورة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
  3. الفيروسات الغدانية: يمكن أن تسبب الفيروسات الغدانية أعراضًا تنفسية مشابهة لأعراض البرد، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل التهاب الملتحمة.
  4. الفيروسات المخلية التنفسية: يمكن أن تسبب الفيروسات المخلية التنفسية عدوى في الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن.
  5. التعرض للهواء البارد: لا يسبب الهواء البارد البرد بشكل مباشر، ولكنه قد يزيد من تهيج الممرات التنفسية، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات.
  6. ضعف جهاز المناعة: يمكن أن يزيد ضعف جهاز المناعة من خطر الإصابة بالبرد، حيث يكون الجسم أقل قدرة على مكافحة الفيروسات.
فهم أسباب البرد يساعد في اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

ما هو التطعيم وكيف يعمل؟

التطعيم هو عملية تحفيز جهاز المناعة في الجسم لإنتاج أجسام مضادة تحمي من الإصابة بمرض معين. يتم ذلك عن طريق إدخال جزء صغير أو ضعيف من الميكروب المسبب للمرض إلى الجسم، مما يحفز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة دون التسبب في المرض الفعلي. عندما يتعرض الشخص المطعم للميكروب الفعلي، يكون جهاز المناعة مستعدًا لمكافحته ومنع الإصابة بالمرض أو تقليل شدة الأعراض.

  1. تحفيز جهاز المناعة 📌يعمل التطعيم على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة تحمي من الإصابة بالمرض.
  2. تكوين الذاكرة المناعية 📌يساعد التطعيم في تكوين الذاكرة المناعية، مما يجعل جهاز المناعة مستعدًا لمكافحة الميكروب في المستقبل.
  3. الحماية من الأمراض الخطيرة 📌يساعد التطعيم في الحماية من الأمراض الخطيرة التي قد تسبب مضاعفات خطيرة أو الوفاة.
  4. تقليل انتشار الأمراض 📌يساعد التطعيم في تقليل انتشار الأمراض في المجتمع، وحماية الأشخاص غير المطعمين.
  5. أنواع التطعيمات 📌هناك العديد من أنواع التطعيمات، مثل التطعيمات الحية المضعفة والتطعيمات غير الحية والتطعيمات التي تحتوي على أجزاء من الميكروب.

يعتبر التطعيم من أهم الإجراءات الوقائية التي تساعد في حماية الأطفال من الأمراض الخطيرة وتقليل انتشارها في المجتمع.

هل التطعيم يحمي الأطفال من البرد؟

بما أن البرد يسببه أكثر من 200 نوع من الفيروسات المختلفة، فإنه لا يوجد تطعيم واحد يمكن أن يحمي من جميع أنواع البرد. ومع ذلك، هناك بعض التطعيمات التي يمكن أن تساعد في حماية الأطفال من بعض الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد، مثل الإنفلونزا.

  • تطعيم الإنفلونزا يعتبر تطعيم الإنفلونزا من التطعيمات الموصى بها للأطفال، حيث يساعد في الحماية من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وهي عدوى فيروسية قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد، ولكنها قد تكون أكثر حدة وخطورة. يجب الحصول على تطعيم الإنفلونزا سنويًا، حيث أن الفيروسات المسببة للإنفلونزا تتغير باستمرار.
  • تطعيم فيروس المخلوي التنفسي هناك تطعيم جديد قيد التطوير لحماية الأطفال من فيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وهو من الفيروسات الشائعة التي تسبب عدوى في الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال الصغار. يمكن أن يسبب فيروس RSV أعراضًا مشابهة لأعراض البرد، ولكنها قد تكون أكثر خطورة، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى.
  • التطعيمات الأخرى هناك بعض التطعيمات الأخرى التي يمكن أن تساعد في حماية الأطفال من الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد، مثل تطعيم الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، وتطعيم السعال الديكي (Pertussis)، وتطعيم الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTaP).

على الرغم من أن التطعيم لا يحمي الأطفال من جميع أنواع البرد، إلا أن هناك بعض التطعيمات التي يمكن أن تساعد في الحماية من الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد.

كيف يمكن حماية الأطفال من البرد؟

بالإضافة إلى التطعيمات، هناك العديد من التدابير الأخرى التي يمكن اتخاذها لحماية الأطفال من البرد، وتشمل ما يلي:

يُعَدّ اتباع هذه التدابير الوقائية أمرًا هامًا لحماية الأطفال من البرد وتقليل خطر الإصابة بالعدوى. يجب على الآباء والمقدمين على الرعاية الصحية الالتزام بهذه التدابير وتوعية الأطفال بأهميتها.

 إليك بعض النصائح الهامة لحماية الأطفال من البرد:
باختصار، يجب على الآباء والمقدمين على الرعاية الصحية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية الأطفال من البرد، وتشمل ذلك التطعيمات الموصى بها، واتباع الإجراءات الصحية، وتوفير بيئة صحية ونظيفة للأطفال.
  • غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
  • تجنب لمس الوجه، وخاصة الأنف والفم والعينين.
  • تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال بمنديل أو الكوع.
  • تجنب الاتصال المباشر بالأشخاص المصابين بالبرد.
  • الحفاظ على نظافة الأسطح والألعاب التي يلمسها الأطفال.
  • تهوية الأماكن المغلقة بانتظام.
  • تشجيع الأطفال على تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.

ما هي العلاجات المتاحة للبرد عند الأطفال؟

على الرغم من أن التطعيم يمكن أن يساعد في الحماية من بعض الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد، إلا أن الأطفال قد يصابون بالبرد في بعض الأحيان. في هذه الحالة، يمكن استخدام بعض العلاجات لتخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء. تشمل العلاجات المتاحة للبرد عند الأطفال ما يلي:

  1. الراحة الكافية👈 يجب أن يحصل الطفل على قسط كاف من الراحة والنوم، حيث أن الراحة تساعد الجسم على التعافي.
  2. شرب الكثير من السوائل👈 يجب أن يشرب الطفل الكثير من السوائل، مثل الماء والعصائر الطبيعية والشوربات الدافئة، للحفاظ على رطوبة الجسم وتخفيف المخاط.
  3. استخدام المحلول الملحي الأنفي👈 يمكن استخدام المحلول الملحي لتنظيف الأنف وتخفيف الاحتقان.
  4. استخدام مرطب الهواء👈 يمكن استخدام مرطب الهواء في غرفة الطفل للحفاظ على رطوبة الممرات الهوائية وتخفيف السعال والاحتقان.
  5. استخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة👈 يمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى والألم، ولكن يجب الالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب أو الصيدلي.

يجب تجنب استخدام المضادات الحيوية لعلاج البرد، حيث أنها غير فعالة ضد الفيروسات المسببة للبرد، وقد تؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن معظم حالات البرد عند الأطفال تتحسن من تلقاء نفسها في غضون أسبوع أو أسبوعين، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب. إليك بعض الأعراض التي يجب الانتباه إليها:
  • ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) التي تستمر لأكثر من ثلاثة أيام.
  • صعوبة في التنفس أو ضيق في الصدر.
  • سعال حاد ومستمر مع بلغم أخضر أو أصفر.
  • ألم في الأذن أو إفرازات من الأذن.
  • طفح جلدي أو تغير في لون الجلد.
  • تدهور في الحالة العامة وعدم القدرة على تناول الطعام أو الشراب.
  • علامات الجفاف، مثل جفاف الفم والعينين وقلة التبول.
  • ظهور أعراض جديدة غير مألوفة.

الخلاصة

لا يوجد تطعيم واحد يمكن أن يحمي الأطفال من جميع أنواع البرد، حيث أن البرد يسببه أكثر من 200 نوع من الفيروسات المختلفة. ومع ذلك، هناك بعض التطعيمات التي يمكن أن تساعد في حماية الأطفال من بعض الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد، مثل الإنفلونزا وفيروس المخلوي التنفسي. بالإضافة إلى التطعيمات، هناك العديد من التدابير الأخرى التي يمكن اتخاذها لحماية الأطفال من البرد، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الاتصال المباشر بالمرضى وتوفير بيئة صحية ونظيفة للأطفال.

يجب على الآباء والمقدمين على الرعاية الصحية الالتزام بهذه التدابير الوقائية لتقليل خطر إصابة الأطفال بالبرد. يجب استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو إذا تفاقمت الأعراض. تذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن اتباع نمط حياة صحي ومتوازن هو أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض وتعزيز صحة أطفالنا.


الخاتمة
يمكن القول بأن التطعيم لا يوفر حماية كاملة ضد البرد، ولكن هناك بعض التطعيمات التي يمكن أن تساعد في الحماية من الأمراض التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض البرد. يجب على الآباء والمقدمين على الرعاية الصحية اتخاذ جميع التدابير الوقائية اللازمة لحماية الأطفال من البرد، بما في ذلك التطعيمات الموصى بها، واتباع الإجراءات الصحية، وتوفير بيئة صحية ونظيفة للأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نتذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن اتباع نمط حياة صحي ومتوازن هو أفضل وسيلة للوقاية من الأمراض وتعزيز صحة أطفالنا. لذا، يجب علينا الاهتمام بنظامنا الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كاف من الراحة والنوم للحفاظ على صحتنا وصحة أطفالنا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال